Friday, August 22, 2014

الدولة الاسلامية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وسط هذا الهرج و المرج و الهجوم و التبرير و الاخبار المتواترة و الدعوات  اردت ان اقف للحظة للتفكير و طرح هذا السؤال  ..الي كل حالم باقامة الخلافة الإسلامية و اقامة الدولة الاسلامية ..و الدعاء ليل نهار ان يحكم الاسلام مرة اخري العالم و ان الامة تمرض و لكنها عائدة مرة اخري .. ما هي معالم الدولة الاسلامية او دولة الخلافة ؟! كيف تري الترتيبات التي يجب ان تعد لاقامتها ؟! كيف ستحكم ؟؟ ما هو نظامها الاقتصادي و قوانينها وكيف ستتعامل مع العالم و كيف تري سبل اقامتها و انتشارها و هيمنتها ؟! 

نتكلم عن الدولة الاسلامية و اول ما يخطر في بال احد هي داعش .. و ده مشكلة في حد ذاتها .. لكننا سنأتي الي ذلك لاحقا .. نتكلم منذ مئات السنين عن امجاد الخلافة الضائعة و قوتها .. لكننا الان في عصر جديد .. سيأتي احد ليرد فيقول دولة يحكمها دين الله و يطرح الايات "ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون " .. المشكلة كما اراها ليست في الدين نفسه و لا الايات .. المشكلة تكمن ان من يفكر في دولة الخلافة يفكر فيها بفكر 1400 سنة للوراء .. بلا تجديد و لا تحديث و لا مواكبة لظروف الناس و لا مواكبة لظروف و اليات التعامل الحالي .. و ليس قصدي ان الدين كفكر و اساس عفي عليه الزمن .. لكنني مصر ان الفكر الاسلامي الذي قوامه العدل في الاساس اعطي لنظام الدولة الاطار فقط الذي يجب ان نفكر فيما سنملؤه .. و المشكلة ان من يملؤه الان يستنسخ ما فعله الاوائل و نجحوا به لانه كان مواكب لعصرهم و لم يتعب نفسه في طرح فكر جديد داخل نفس الاطار الذي لن يتغير و ادعي ان هذا الفكر الذي استنسخه من القدماء هو الدين و هو ما وجب عليه قيام الدولة .. فكل الكلام عن الدولة الإسلامية الان ينطلق من باب الحرب و السيطرة بالقوة مع خلو الطرح الفكري للموضوع .. فمن قادر ان يقول ما هو الفكر الاقتصادي للدولة الاسلامية ؟؟! ما هو الطرح الإجتماعي؟ ؟! ما هو الطرح القانوني من دستور و عدل ؟؟! تجد من يتحمس فيقول القران دستورنا .. جميل جدا ليس عندي اعتراض .. القران يعطي لنا الاطار الذي يجب ان نملؤه بفكر و دراسة و تحليل للوضع الحالي ... 
مشكلة كل الاحزاب الإسلامية في الفترة الاخيرة انهم اعتمدوا علي الدعاية للاطار دون ملؤه بدراسة و تحليل و ادعو ان هذا الاطار فقط كافي  ان هذا ما انزل الله فوضح للجميع ان فكرهم اجوف فارغ من اي مضمون ليس  عيبا في الدين و الاطار و لكن عيبا في المضمون لانهم لم يتعبوا انغسهم في ملئ هذا الاطار بدراسة و علم و التواصل بهذا الفكر مع الجميع .. و مناقشتهم و تقبل انتقاد الفكر و ما ملؤه و عابوا علي من يناقشهم انهم يناقشوا الدين فكفروهم و قذفوهم بالجهل هربا من المناقشة و تعديل لسوء الفكر و استعجال الحكم و حب السلطة .. بعلم او بجهل و حماسة انهم ينصرون الدين 
ان ما اقام و انجح الدولة الاسلامية قديما وصولها للناس و تقاربها مع افكارهم في العدل و الرحمة مع القوة و ما به من سماحة وصل اليهم من تعاملات البشر و الفكر و التغيير الذي احسوه في مطعمهم و مشربهم و اسلوب حياتهم .. و هذا الفكر الذي كان يناسب عصرهم و مخاوفهم و اسلوب حياتهم بشكل مباشر .. و البعض الان يريد ان يستنسخ نفس الفكر علي اناس لهم مخاوف مختلفة و مشاكل مختلفة و فكر مختلف و طريقة عيش مختلفة و يتعصبون جدا عندما يتهم احد فكرهم بالجهل و انه قديم و لا يمس الواقع و يحسبون انهم يتهمون الدين .. انهم يتهمون الفكر البالي و الغير المناسب الذي ملأنا به الاطار الثابت و انشأنا دعاية له جهلا منا او بعلم انه هذا كله هو الدين . و هذا حكمه فشوهنا علي الناس منظورهم للدين  و لبسنا علي الناس فكرهم ان العدل و الرحمة مع القوة هو اساس وجودنا لاقامته علي هذه الارض مع العلم و مواكبة الحياة و التسهيل علي الناس سبل حياتهم و عيشهم و .. هذا خطأنا و ليس خطأ الدين ...
واما الكلام عن طرق اقامة الدولة و الذي فرضها البعض الان بالقوة فقط و الحرب  لذلك في رأيي لضعف الغكر و العلم و الدراسة فدعنا نفرد لها كلام اخر حتي لا اطيل الكلام الان .. و للحديث بقية ان كان في العمر بقية ان شاء الله