السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعلم ان هذه المقالة سوف تفتح عليَّ ابواب جهنم و لكني اكتب ما افهمه و اعلمه و اشعر به ... فكر قليلا قبل ان تهاجم ثم كن رفيقا بي ... نعم نحن لسنا في دولة خلافة اسلامية و لا يجب فرضها علي ان تكون واحدة
دعني اوضح كلامي بمقصود لسنا في دولة خلافة اولا .... في العصر الفتح الاسلامي لمصر كان يحكم المصريين انذاك الرومان .. كانت دولة ظلم و عدوان و اتي المسلمون بجيوشهم ليفتحوا مصر و يحرروا اهلها من ظلم و عدوان الرومان ... اقام عمرو بن العاص دولة خلافة اسلامية تابعة لعمر بن الخطاب انذاك في المدينة المنورة،كان لا يزال هناك بقايا عبادة الالة الفرعونية .. فلم يقم عمرو بن العاص بتغطية التماثيل الفرعونية او كسرها مع انها كانت تعبد من قبل البعض آنذاك ... و اعطي لمسيحيي مصر الامان و كتب عهد اليهم بحماية كنائسهم بل و ارجع البطرياك بينيامين وقتها الي كرسيه بعد نفيه لعشر سنوات و اعطي له كامل السلطة علي المسيحين و انشأ محاكم خاصة ترأسها الكنيسة لحل النزاعات و الاحوال الشخصية
لكن اليوم لا يشبه البارحة ... لم يأتي الجيش الاسلامي بثورة او بجيش ليحمي الناس و ينزع الظلم و البلاء ، نحن اليوم في دولة مختلفة ،دولة المسلمين و غير المسلمين شركاء حقيقين فيها لا يفرق بينهم الا ظالم او عنصري.الجزية كانت تفرض آن ذاك كضريبة كالزكاة من المسلمين التي كانت تدخل بيت المال للصرف علي الدولة و الجيش، كان قديما الحامي للبلد هو جيش المسلمين الذي فتحها و عندما لا يقدر الجيش علي حماية البلد ترد الجزية لاصحابها ، اما اليوم فنحن في صدد جيش نظامي يحتوي علي كل فئات الشعب و ضرائب يدفعها المصري مسلم كان او مسيحي .. اذا فالمعادلة مختلفة
اذا فالدعاوي التي اسمعها اليوم من اقامة خلافة او فرض جزية او حرمانية تولي غير المسلم المناصب السيادية اجدها غير عادلة و باطلة، لقد قام قطبا هذا البلد جنب الي جنب في هذه الثورة ليزيلا ظلما و اقامة العدل الغائب و الذي يظن ان الدولة التي يرضي عنها الله هي دولة الخلافة فقط فهو واهم .. قال شيخ الاسلام ابن تيمية "ان الله يقيم دولة العدل و ان كانت كافرة و لا يقيم دولة الظلم و ان كانت مسلمة " ... اذا الامر كله متعلق بكلمة واحدة هي الاهم "العدل" فكما قال الامام ابن القيم"اينما وجد العدل وجد شرع الله "
كلامي هذا لا يتعارض ان الشريعة الاسلامية تصبح المصدر الاول للتشريع، فهذه نقطة لا اجدها خلافية حتي مع مسيحي مصر ولكن يوجد فرق كبير من ان تكون مصدر للتشريع و ان تتحول الدولة كلها الي دولة خلافة اسلامية يحتكر المسلمون الحكم فيها و لكن يتعامل مع الشريعة علي انها دستور و به من الاحكام من المساواة في الحقوق و الواجبات بين كل المواطنين في البلد و الواحد
انني كمصري مسلم لا اخفي انتمائي لديني و لكني ارفض كل الدعاوي لتهميش غير المسلمين خارج الحكم او تغطية الاثار الفرعونية او التعامل بنظرية الجيش الفاتح لمصر، و عذرا لا اريد ان اسمع من احد كلمة اقلية او اغلبية و نسب و ما الا ذالك ، عار عليك ان كنت تؤمن بهذا الكلام و اريد ان اختم حقيقتا هذا المقال بهذه الايه الكريمة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم و تقسطوا اليهم و الله يحب المقسطين " ... "بر" و هو اعظم درجات التواصل و التلاحم و "قسط" اي عدل و هذا ما ندعوا اليه لاقامة هذا البلد ... فكروا قليلا ليست الخلافة في حد ذاتها هي المراد من الشريعة و لكن العدل هو المراد لهذا انزل الله الشريعة ... هذه كانت دعوة لتوضيح الامور و وضع الصورة كاملة صحيحة امامنا !! و الله من وراء القصد