زمن المسخ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 

صدقت المقولة التي قيلت .. "احنا في زمن المسخ" ... قد تكون هذه الجملة هي اصدق و اكثر جملة معبرة عن هذا الزمان الذي نعيشه داخل هذه الظروف الذي نمر بها ... حيث اصبحت جميع الامور بحالة المسخ .. كل شيء مشوه .. حتي النفوس و العقول اصبحت مشوهة ممسوخة .. استشري الفساد في النفوس و العقول و كلٌ يبرر تشويه نفسه بالمصلحة الكبري من وجهة نظره .. فلا منطق يحكم و لا عقل يفكر 

اصبح القتل يبرر بمحاربة الارهاب او محاربة الانقلاب .. اصبحت النفوس لا تبالي بموت البشر .. اصبح الموت عدد يقال في الاخبار .. ٢٠٠٠ قتيل .. ايه يعني مش كان معاهم سلاح يستحقوا يموتوا .. و لو عاقل شوية يقولك هو ٢٠٠٠ كثير بس "بلا بلا بلا بلا " اي كلام بعد كده مش فارقة ... يقولك احنا معناش سلاح و ده كذب و تضليل .. يا سيدي المسيرة كان فيها سلاح .. يقولك مش لو اتضرب عليك نار حتجري تستنجد به ؟! .. امال فين المنطق ؟! فين العقل ؟! .. داخلية تستنجد بالبلطجية المسلحين لضرب من تسميهم مسلحيين آخرين ؟!! اين المنطق ؟؟

انتقلنا من دولة كان المعارض للسلطة ماسوني .. ضد الدين .. كافر عند البعض .. ضد المشروع الاسلامي .. الي دولة المعارض فيها للسلطة او لاي تصرف من السلطة اصبح خلية نائمة طابور خامس .. اخواني ارهابي !! .. ايه ؟! اين ذهب العقل و المنطق ... اعتقالات عشوائية لم يسلم منها احد من الشباب او قرائب او نساء و فتيات .. بحجة محاربة الارهاب ... لو رأينا هذه الهمة في استئصال فئة و محاكمتهم مع الحزب الوطني من قبل كما يُفعل الان بالاخوان لكنا احسن حالا بكثير .. لكن غاب  ... المنطق و غاب العقل .... عشوائية في القتل .. فيقتل اكثر من ٢٠٠٠ شخص ليخرج علينا وزير الداخلية ليقول وجدنا عشر بنادق و عشر فرد خرطوش .. ؟!؟!؟! و يفرح الناس و يقولوا تسلم الايادي .. يا سيسي انت القائد في القلب !! 

كنت استغرب ممن يمجدون مرسي فوصل ليكون امير المؤمنين و القائد الملهم و هو الفاشل الضعيف .. لكني لم اعد استغرب هذه التصرفات عندما وجدت من يهلل للسيسي علي اسرافه في القتل و الاعتقال ... و كنت استغرب من ان قنوات كالحافظ و الناس لها مريدين كثير و هي ابشع ما رأيت من مهنية اعلام او انصاف في نقل الصورة و نفاق للسلطة .. لكني لم اعد استغرب عندما اري قنوات كالتحرير و غيرها ممن ماثلهم لها مريدين كثير و يسمعون منهم و هم في نفس البشاعة ... علمت ان الناس تعترض فقط علي هذه الوضاعة في المهنية عندما لا يكون الكلام علي هواهم .. لكن في غير ذلك .. صح و جميل و هو الحق 

يتاجر الاخوان بكلمة ان الثورة تضييع ليستعطفوا الثوار ... مليش دعوة بالمتاجرة بالثورة تاني .. بس لو فكرنا بجد .. الثورة بجد بتضيع .. الخطأ الذي وقع فيه مرسي هو انه سلك طريق الاصلاح البطيء في وقت نحتاج فيه للتطهير السريع .. فدافع عن الداخلية و الجيش و حاول ان يستخدم الداخلية لصفه و ظن بجهل انه يمكن السيطرة علي سلطة فاسدة من الاساس ... و الان نفس الخطأ يُعاد مرة اخري .. اين تطهيير الداخلية ؟! اين محاسبة المجرمين منهم .. اصبحت كلمة صفحة جديدة سهلة في لسان من لم يُظلم و لم يُقتل له احد من بلطجية الداخلية 

اين الحل و اين المنطق ؟! 

قال تعالي "ولا يجرمنكم شنئان قوم علي الا تعدلوا .. اعدلوا هو اقرب للتقوي و اتقوا الله " ... هذا هو الحل .. الرجوع الي المنطق .. و لا تظلم احد حتي لو كان عدوك او مختلف معاه .. لا تقبل انتهاك لحقوقه من السلطة او من غير السلطة ... لا ظلم .. لا افتراء .. احكم علي كل امر بعيد عن انتمائك .. فتري الحق حق .. و الباطل باطل مهما كان من يفعلهم ... ارفض الاعلام الجاهل و المحرض اين كان مصدره ... لا عيب ان تنتقد من هم في نفس انتمائك فلا عيب ان تحاول ان تنقي ما تفعل .. لا تعظيم لمن اسرف في قتل او دعي الي عنف و دمار اين كان مصدره و مهما كان فاعله .. "لهدم الكعبة حجرا حجرا اهون علي الله من سفك دم امريء مسلم " ..يجب ان يعود المنطق للعقول ..انسي كرهك لمين و حبك لمين و قيس الامور في منظور الحق و الباطل و الخطأ و الصواب ... مرض العكاشية اصبح مستشري بغزاره .. فلا تصبح و تتحول الي عكاشة جديد .. تبرر لنفسك الخطأ بتبرير حلزوني خرافي كي فقط يرتاح ضميرك ... علي رأي صديق لي "اسكع نفسك قلمين" و فوق و اصحي و اعرف ان البلد مش حتستحمل سلطة ظالمة تاني و لا تيار طامع عايز يرجع في السلطة .. الاثنين حيوقعونا و يودونا في داهية .. فلا دولة عدل ابدا تُبني علي ظلم و دماء بغير حق  ...

و ارحمونا من منطق كل منتقد السلطة خلية نائمة و اخواني ارهابي .. و كل من ينتقد الاخوان لحاس بيادة .. اكبروا بقي !!